لا زلت أنتظرك
عندما يكون الحب أقوى منا ... ويندلع ربيع عواطفنا في شوارع المشاعر والهواجس, تنزل الأحاسيس للشوارع منددة بالحرية رافعة
لافتات الذكريات الجميلة, فلم يعد بمقدور العقل احتواء الوضع... هكذا حال بطلتنا " مريم "
سليلة أسرة ذات جاه ومال تربت في كنف أب كان من الشخصيات المرموقة بمدينة "العيون"
. إلا أن "مريم" وقعت في
حب شاب ليس ابن عمها , نسيت أن القبلية لا محل لها من الإعراب في لغة الحب.. كانت
تكتفي بسماع صوت "إبراهيم " الذي شاءت الظروف أن يستقر في الداخلة
بحكم عمله. كانا يتحدثان مطولا على الهاتف
ويعقدان آمالا على القدر أن يجمعهما فليس
كل ما هو بعيد عن العين بعيد عن القلب. وفي إحدى الليالي قرر "إبراهيم"
مفاتحتها بأمر مهم فهمس بصوت لا يخلو من الحنان قائلا :
- خالك شي هون نختير نعرف رأيك فيه
- واللهي شنهو ؟
- انا ماتليت نكد نصيب عنك ولابدالي منشدك
ما كادت أذناها تلتقط تراكيب الخبر حتى خارت قواها
وتسارعت دقات قلبها، تسمرت في مكانها وهي لا تقوى على النبس ولو ببنت شفة
استطرد قائلا :
-انت تباني اسكتي ذاك معناه عنك
موافقة
- تصبح على خير يا وني..
ارتأت إنهاء المكالمة ونامت بطلتنا تلك الليلة والفرحة
تغمرها لكن الغد حمل نسيما غير مجرى امالهما , وسرعان ما تقاذفت حبهما أمواج عاتية
ضربت أحلامهما للمستقبل عرض الحائط .
كتبت الأقدار أن تزف "مريم " لابن
عمها مرغمة أن تساير قدرها . أما "إبراهيم" فلحظة سماعه
للخبر جن جنونه , فسافر للقاء ريمه , لكنه
لم يتمكن من ذلك, ليتأكد المسكين من صحة الخبر الذي نزل كالصاعقة
عليه فبات النسيان أكثر شيء يتمناه , بعد
أن طارت من بين يديه من كانت يمامة قلبه وتحط رحالها في بيتها الجديد مع رجل لم
تكن تتخيل أنه قد يكون زوجها في يوم من الأيام .
مرت الأيام وانقضى على زواجها ثلاثة أشهر. في وقت انقطعت
فيه الأخبار عن "إبراهيم" الذي قرر الرحيل والعودة للمجهول .
أما "مريم" وكحال كل النساء الصحراويات فقد
أجبرت على مسايرة الأعراف وتزف مرغمة لابن العم الذي اكتشفت أنها حامل منه , فزفت الخبر له بصوت امتزج بالسعادة والتوتر قائلة :
-
انا عندي اخبار هون لاهي نردها اعليك
- حكلى
رديها اعلي كبظتيني لغبا
- اللا لاهي نفرحك راني حميلة .
لزم زوجها الصمت ولم تدرك مريم ما خطبه أمرها أن
تجهز نفسها وترافقه . توقفت السيارة بهما أمام عيادة الدكتور( بنحاج) حينها أخبرها بما يخالج صدره قائلا :
- بشور نسولك
- أيوا سول
- انت مقرشة عن ذ لحمل مني
- انت جايبني لطب اللا ادور اتقرش كان ذ لحمل منك واللا
ماهو منك
- واللهي . شاك بعد وشاك
لم تسعفها
قدماها ترنحت من هول الصدمة,تمالكت نفسها
وخضعت للاختبار الطبي. تأكد أن الجنين يبلغ من العمر ثلاثة أشهر ما يتوافق
وتاريخ زواجهما. في تلك اللحظة بالذات أقرت" مريم" أن
المياه لن تعود لمجاريها وأنها لن تسامحه
على شكه فيها ,فالمرأة قد تتغاضى عن الكثير من أجل المحافظة على زوجها وبيتها لكن
من المستحيل أن تتقبل فكرة أن يشك في إخلاصها . أمرته أن يوصلها للبيت وأن ينسى
أمرها ويعتبر زواجهما قد انتهى. حاول أن
يهدئ من روعها ويعتذر منها لكنها صمت أذنيها وصرخت في وجهته رمت على وجهه خاتم
الزواج وأقفلت باب السيارة بكل عنف ليكون بذلك اخر لقاء بينهما .
أخبرت عائلتها بالخبر فثار غضبهم لكنها نبهتهم وأمرتهم
أن ينسوا أمره فبحكمتها لم ترد أن تحدث ضجة بين أبيها وعمها يكفي أن عفتها وطهرها
ظهرا وما تريده هو النسيان ... لكن زوجها أبى الرضوخ للأمر الواقع وكي يستعيد ماء
وجهه ويرد لها الصاع صاعين . كان كلما صادف أحدا من معارفه الا وأخبره عن" مريم"
بالسوء فكثرت الأقاويل عنها وتحولت حياتها جحيما . تكابد الام الولادة وتتضرع لله
راجية الفرج و كان للقدر ما شاء . رن هاتف
مريم فأجابت بكل هدوء :
-
الو ذيك "مريم" اشطاري فيك .يكانك
اعرفتيني
-
عرفتك بعد ذاك" ابراهيم "انت اشحالك
واشتميت الين تفكتني
-
انا دايما
متفكدك هذي لخبار اللي اسمعت عنك زكية ؟
أخبرته بكل التفاصيل فجن جنونه . أكد لها أ نه باق على
وعده لها و أقر لها بحبه...
انقضت الأشهر
السبعة سريعا وأنجبت "مريم" صبيا وطالبت بالطلاق وحصلت عليه بعدما قامت
بإجراء فحص (ADN) تأكد من خلاله للجميع
أن الطفل من طليقها الذي أدرك حينها غلطته وندم على تصرفه الطائش . أما "إبراهيم"
ففور انتهاء عدتها سارع لخطبتها ووافق الأهل ...





ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق